‏إظهار الرسائل ذات التسميات مقالات الشفاف. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات مقالات الشفاف. إظهار كافة الرسائل

منصور عباس يقف على أكتاف عمالقة

 

 "علينا ألا نتنازل وألا نراوغ وأن نطالب بمساواة مدنية تامّة. وأن نكون، كعرب، جزءًا لا يتجزأ من الديمقراطية الإسرائيلية..."

شاهد عيان على هجوم الطليان

بيروت، ربيع 1912-


قصف عون الله 1912

سلمان مصالحة ||

شاهد عيان على هجوم الطليان


قبل نصف عام هزّ انفجار ضخم ميناء بيروت فاهتزّت منه المدينة بأَسْرِها وبكُلّ أُسَرِها، إذ لقي الآلاف مصيرًا من الموت والجراح، كما ضرب الهدم العمارات على امتداد مساحات واسعة. 

ولمّا كنت اعتدت منذ زمن على ترك أخبار هذا الأوان لدى سماعي خبرًا ما يهزّني في هذا العالم الواسع، وعلى وجه التحديد في هذا العالم العربي القابع في دهاليز لا يستطيع فيها رؤية بصيص من أمل، فقد ذهبت باحثًا عن أحداث من الماضي تعيدني إلى تلك الأماكن في أزمان غابرة. 

وبينما أنا غارق في أوهام وآلام الحاضر، رحت أحث النّفس على ركوب دفاتر الماضي بلغات الآخرين الذين كتبوا عن أحوال هذا الشرق. وهكذا سرعان ما وجدت نفسي قبل أكثر من قرن من الزمان، وفي فبراير من ربيع العام 1912 شاهدًا على انفجارات أخرى في ميناء بيروت، حين قصفت السفن الطليانية ميناءها وشاطئها. 

وهذه المرّة، أقرأ تفاصيل أخبار ذلك الزمان بصحيفة عبرية صادرة في تلك الأيام. ولكي تعمّ المنفعة على قرّاء لغة الضاد، فها أنذا أرويها عليكم مجدّدًا لما تحويه من أجواء تلك الأيام، وما تحويه من معلومات قد تكون مفيدة لمن ينوي الغوص في ملابسات تلك المرحلة.

لقد وردت هذه الأخبار في صحيفة ”هحيروت“ العبرية الصادرة في الأول من مارس سنة 1912. 
 

***
الخبر التي نشرناه في عددنا السابق بشأن الأحداث الأخيرة في بيروت أثار مشاعر المقدسيين لأنّ لدى الكثيرين منهم عائلات، أبناء وإخوان، أصدقاء ومعارف في بيروت، ولهذا كان القلق كبيرًا. كما نُشرت إشاعات مبالغ بها بخصوص محاولات هجوم جديدة من طرف العدوّ على سكان المدينة، وكذلك بخصوص محاولات قصف عكّا وحيفا وصيدا، وذكرت الإشاعات أنّ الجنود الطليان نزلوا إلى بيروت ، كما وصلت خمس سفن فرنسية من مرسيليا إلى بيروت، ووصلت إلى ميناء سعيد [بور سعيد] عشر سفن مدرّعة إنكليزية وهي تنتظر الأوامر من القيادة العليا... بالطبع لا نستطيع تصديق كلّ هذه الإشاعات قبل الحصول على تفاصيل رسمية من كلّ هذه الأماكن.

في هذه الأثناء، وصلتنا بالبريد الأخير أخبار لافتة من مراسلنا الخاصّ في بيروت، السيد يروشلمي [المقدسي]...


الرسالة الأولى من مراسلنا البيروتي:

(1)
”منذ يومين وصلت إلى لبنان، اليوم بعد الظهر خرجت للتنزّه مع بعض أصدقائي في السفوح الثلجية لجبال لبنان الجميلة والاستمتاع بالمناظر الطبيعية الخلابة التي تكسو جبل لبنان.
فجأة، شاهدنا مجموعات من الناس تسرع في الطريق الصاعدة من بيروت إلى الجبل. ماذا جرى؟ ماذا حدث؟ لم نعرف شيئًا وفقط سمعنا الصراخ هنا وهناك والضجيج يملأ الأجواء. غذذنا الخطو وأسرعنا نحو الناس المذهولين.
”شو هادا“؟ سألت أحد العرب الذي وقف بجانب بيت-قهوة نصراني.
”حرب!، الطليان في بيروت“، أجاب.
ذُهلت، واضطرب جسدي وتصبّبت قطرات عرق باردة على جبيني. لم أصدّق ما سمعته أذناي، وفي خضمّ هذا الانفعال الذي يصعب وصفه أسرعت إلى الفندق بدل الوقوف بانتظار الهاربين من بيروت، أخذت مسدّسي وخرجت. حثثت أصدقائى للذهاب إلى الشرطة اللبنانية لمعرفة حقائق الأخبار. جئنا إلى الشرطة، وكان الشرطيّون هناك مذهولين ويتهامسون بنبرات غاضبة. تقدّمت إلى أحدهم وسألته بلطف، ماذا جرى في بيروت. نظر إليّ مُحدّقًا وقال: ”لا تخف! أسرع واجلس في بيتك لئلّا يهجم عليك الهاربون في ساعة غضبهم وانفعالهم...“. اضطررت لسماع نصيحة الشرطي وذهبت إلى الفندق بفرائص مرتعدة.  مرّت ساعتان بدتا بنظري طويلتين كما الأبد. كانت روحي مستعرة وفؤادي مضطربًا. كانت لدي رغبة بالتواجد في بيروت لأرى ما يحدث هناك بأمّ عيني... فجأة سمعت طلقات نارية... شحب وجهي وارتعد جسدي. هممت بالخروج غير أنّ أصدقائي منعوني من ذلك. وقفنا في الشرفة وشاهدنا مركبات وعربات كثيرة مليئة بالرجال والنساء والأطفال والعفش والأواني البيتية. لقد كانت وجوههم كوجوه الموتى، لقد انتحبت النساء، وشاهدتُ امرأة نصرانية يُغمى عليها في أحضان ابنتيها... أحد المسلمين، بيروتي، مرّ وكان جريحًا... بين هؤلاء اللاجئين كان يهود كثيرون، أغلبهم بيروتيون وحلبيّون. أحدهم، من معارفي، شاهدني من بعيد فصاح...
”اصعد، اصعد إلى غرفتي!“ قلت له، وأسرعت هابطًا لاستقباله. لقد كان وجهه شاحبًا كالكلس وارتعدت فرائصه خوفًا. صافحته فكانت يداه باردتين، صعدنا وبصوت مرتعد أخبرنا ما جرى في بيروت هذا الصباح.
وهذا ما رواه على مسامعنا الصديق الذي كان شاهد عيان على فظاعة الحدث في بيروت:
”... يوم السبت صباحًا كان كلّ شيء هادئًا في بيروت. في الشاطئ كانت هناك سفن تجارية وبعض السفن الأخرى التي أخبرت عن قدوم سفينتين حربيّتين من بعيد. أسرع كثير من الناس إلى الرصيف وفجأة سُمع صوت رعد هائل وانفجار أذهل المارّة االذين كانو في طريقهم لفتح أبواب حوانيتهم. لقد تعاظم الانفعال إثر الإشاعة بأنّ الطليان أطلقوا القذائف على بيروت، غير أنّ الطلقة الأولى كانت على التورپيد التركي «أنقرة» وعلى السفينة العثمانية «عون الله»، لقد دُمّر التورپيد وغرق فورًا، بينما السفينة كادت تتحطّم. في الساعة السابعة صباحًا كان الميناء فارغًا. كلّ السفن التجارية التي كانت راسية هناك هربت من العدوّ وأبحرت بطرق شتّى. في الساعة الثامنة أُغلقت كلّ الحوانيت وأسرع كثيرون إلى الرصيف، لمشاهدة السفن الحربية الطليانية التي حضرت مرّة أخرى ورست مقابل المدينة. لقد قام الوالي ورئيس المأمورين بإصدار الأوامر لإدارة الميناء لإيجاد حلول مع الأميرال الطلياني، فطلب هذا الأخير أن تُسلّم له الأسلحة. لقد رفض الوالي بالطبع هذا الطلب، إذ إنّه يتناقض مع القوانين. مع استلام الأميرال هذه الإجابة أمر بالقصف. فأطلق النيران على السفينة التركية وأُغرقت على من فيها من قوّادها وملّاحيها، كما أُطلقت النيران على مبنى الميناء الجديد، على البنك السالونيكي وعلى البنك العثماني. لقد قُتل وجرح الكثيرون. لقد عمّت الفوضى وتراكض الآلاف من الناس في الشوارع لا يعرفون إلى أين يهربون، وهم يسمعون أزيز الرصاص المتطاير فوق رؤوسهم ويصمّ الآذان. الصراخ والعويل ملأ الأجواء وكلّ يبحث عن إنقاذ نفسه وأبناء عائلته. لقد كانت المخازن مغلفة الأسواق مهجورة، وفقط في بعض الأماكن كان هناك بعض العرب البسطاء وبعض الشبّان الذين حملوا البنادق، المارتينات والسيوف؛ إذ إنّ الحكومة استجابت لطلب الشعب ووزّعت البنادق. بالإضافة إلى الحكومة فإنّ اثنين من العرب، هما عبودي وبيضون، والمعروفين في المدينة كلصّين كبيرين قد فرّقا البنادق على رجالهما، كما قاما بتحطيم أبواب الحوانيت التي تبيع البنادق وأخذوا منها البنادق. لقد أرسلت الحكومة فرقًا من الجنود إلى الشاطئ ليكونوا على أهبة الاستعداد عندما ينزل الطليان. كلّ بيت يمكث فيه أناس من الرعايا الأجانب علّق على البيت علمه القومي لكي لا يُصاب بيته بأذى. لقد هرب المئات راجلين وعلى عربات إلى جبال الدروز، وإلى سائر لبنان في عرض البحر، إذ إنّ العربات الكهربائية توقّفت عن المسير، كما إنّ العربات قلّت وكان من الصعب العثور عليها. الكثير من اليهود هربوا وجاووا إلى هنا، بينهم أحد معارفي الذي روى لي تفاصيل هذه الأحداث.
إنّه لمن الصعب وصف المخاوف التي دبّت في قلوبنا لسماعنا التفاصيل على فظاعتها. لقد اقترحت على أصدقائي أن نسافر إلى بيروت ... ”ماذا؟ هل جُننت؟“ أجابوني، ”لن نسمح لك أبدًا بالسفر إلى بيروت!...“. أمّا أنا فقد أصررت على الذهاب إلى هناك لرؤية ما جرى بأمّ عيني، ولمعرفة ما جرى لأصدقائي، غير أنّ أصدقائي حثّوني على البقاء حتّى الصباح، وهكذا بقيت حتّى اليوم التالي.
لقد قضينا الليلة والخوف يخيّم علينا، وأنا استغللت فرصة بقائى في المدينة لكتابة هذه التفاصيل لقراء ”هاحيروت“.
***
(2)
... ها أنا في بيروت. دقّات قلبي تتسارع. فرائصي ترتعد وعيناي تسرحان لمشاهد المدينة المهجورة. في البداية خفت من الذهاب، غير أنّ قوّة مجهولة دفعتني للتجوال في الشوارع. توجّهت إلى محطة الشرطة الأولى التي صدفتها في الشارع، عند المستشفى البلدي. لقد فرحت بوجود شرطي هناك، من زملائي، فسألته فورًا عن الشهداء الذين سقطوا إبّان الهجوم. لقد سلمّني قائمة الأسماء لكلّ القتلى والجرحى. لقد كانت غالبيتهم من المسلمين. المسيحيون واليهود كانوا قلّة. وها هي بعض أسماء القتلى: عمر شمالي، عبد الرحيم شعبان، الحاج سعيد مصطفى باشا، محمد أبو سليم الحملي، سليم يوسف صباغ، رؤبين بن سلومون (يهودي)، محمد شاني (شرطي)، جميل دريان (كوميسار)، يوسف واكد، إلياس أبو الماع، وغيرهم كثيرون. ستّة عشر من القتلى المجهولين أُحضروا إلى المستشفى العسكري. في البحر قُتل عشرون ملّاحًا وموظّفًا، عشرون آخرون اختفوا وعلى ما يبدو فقد غرفوا في البحر. ثمانية موظّفين قُتلوا وأربعة عشر ملّاحًا جُرحوا. من سكّان المدينة جُرح كثيرون وها هي بعض أسمائهم: خالد بن غفور آغا، نجيب متري بربور، يشعيا بن يوسف (يهودي)، رفيق بك وابنه (صيدليان)، جواد بك (طالب في كلية الطبّ)، إبراهيم أفندي (ملازم)، الحاج يوسف الحلبي، فهمي أفندي (كاتب محكمة الاستئناف)، وغيرهم كثيرون.

لقد روى لي الشرطي أيضًا أنّ الحكومة قد اتّخذت جميع الاحتياطات بغية الحفاظ على أمن الشعب، وقد قام الوالي بإرسال برقية إلى وزير الداخلية ووزير الحربية للوزارة العليّة والباب العالي وينتظر الجواب.
لقد عمّت الفوضى في المدينة أمس. عندما ذهبت السفن الطليانية بدأ المئات من أفراد االشرطة بالسير في الشوارع والأسواق للحفاظ على النظام. لقد دبّ الخوف في قلوب المواطنين من الشبّان الغوغائيين الذين حملوا المسدّسات واستخدمونها لمآربهم الدنيئة عندما شاعت الفوضى. الضحية الأولى التي سقطت كان يهوديًّا، الأدون شتاينهارد، كان واقفًا في الصباح عند باب المتجر الكبير «أوروزدي باك» حين مرّ أحد الأتراك مشهرًا مسدّسه ودون أن يشعر به السيد شتاينهارد أطلق الحقير النار عليه فسقط اليهودي المسكين مضرّجًا بالدماء. إنّه يرقد الآن في المستشفى والأطبّاء فقدوا الأمل من إنقاذه. لم يكتف الحقيرون بذلك، وحين لقوا صهر السيد شتاينهارد أطلقوا النار عليه أيضًا، لكن لحسن حظّه أُصيب بيده بجرح بسيط. أيضًا على أحد اليهود السفراديم أطلقوا النار بالخطأ، إذ كانوا يصوّبون نحو أحد العرب والذي قُتل بعد أن سقط اليهودي أرضًا. لقد أثارت هذه الأحداث مشاعر اليهود.
لدى هبوطي الآن إلى الشاطئ اقتربت من السفينة المحطّمة الغارقة في البحر. جزء من البناية الجميلة للبنك العثماني القريب من مكان رسو السفينة المحطّمة قد انهار، وتحطّم الزجاج والأبواب. مبنى بيت الجمرك الجديد الذي بني منذ سنة تحطّم كلّه تقريبًا. كما تضرّر جدًّا مبنى «بنك دي سالونيك» الذي يقع مقابل الشاطئ. فقد اخترقت قذيفة أحد الحيطان ولو أنّها اخترقت الحائط الثاني لتهدّم البيت كليًّا.
الخوف يخيّم على المدينة. ثمّة خوف من حصول تمرّد في المدينة أو حدوث مناوشات بين المسلمين والنصارى، إذ إنّ الكراهية بين الطرفين شديدة. النصارى يخشون من المسلمين لأنّ هؤلاء غاضبين جدًّا ويرغبون في ضرب كلّ من يضع قبّعة على رأسه. وهكذا جرى مع أخينا السيد بارزل إذ تقدّم نحوه هؤلاء الشبّان الغوغائيين ظانّين أنّه طلياني، وبعد أن وعدهم بالمضيّ معهم حيثما يريدون تركوه وأطلقوا سراحه. وهكذا، فإنّ غالبية الذين كانوا يعتمرون القبّعات يلبسون الآن الطرابيش. في الحيّ الرئيسي الذي يسكنه نصارى كثيرون يخافون جدًّا من المسلمين، ممّا حدا بمدير الجامعة الأميريكية بالسماح للنصارى  بالدخول وبالاختباء في الجامعة حتّى تمرّ هذه الغمامة.
لقد أثرت الأحداث بالطبع على الحركة التجارية فكانت غالبية المخازن مغلقة في اليومين الأخيرين.
***
(3)
أخينا المسكين، السيد شتاينهارد، الذي هاجمه الغوغائيون، توفي صباح اليوم في المستشفى.
من دمشق وصل جنود وفرسان. أمس وطوال الليل مرّ الـ«طرامواي» في كلّ المدينة مليئًا بالعساكر ورجال الشرطة، وهكذا حافظوا على النظام فلم يحدث شيء. كلّ المؤسسات الأجنبية كانت محاطة برجال العسكر لحراستها.
أمس وصلت برقية من وزير الحربية في القسطنطينية بإعلان حالة الحرب في بيروت. لقد فرح السكّان بهذا الأمر الذي يُهدّئ القلوب ويعزّز الحراسة جدًّا، فلن يستطيع الزعران مواصلة أفعالهم الدنيئة في الشوارع. في جميع الأسواق يتواجد الآن أفراد الشرطة بالعشرات، ووحدات من الجندرمة والپوليس تجوب الشوارع إضافة إلى الشرطيين الثابتين في مواقعهم.
لقد بعث الوالي إلى الصحافة المحلية بيانًا رسميًّا بخصوص إعلان حالة الحرب في المدينة. وفقًا لهذا البيان يُحظر حمل السلاح دون إذن من الحكومة، يُحظر الخروج في الليل بعد الساعة الثامنة مساءً، يُحظر حمل بنادق الصيد بدون إذن خاصّ، كلّ من بحوزته سلاح عليه تسليمه للحكومة؛ كلّ من يخالف هذه الأوامر سيلقى أشدّ العقاب.
حتّى هذه اللحظة نحن متأكّدون بعض الشيء من أنّ السفن الطليانية لن تعود ثانية، إذ ساعة قصف الطليان ظهيرة يوم السبت للسفينة التركية، وصلت سفينة خديويّة، وأعلمتها السفينة الطليانية أنّها تاركة المدينة وأنّ بإمكان السفينة الخديويّة أن تدخل دون خطر إلى الشاطئ. بعض الأشخاص الذين كانوا ينظرون إلى البحر بالنواظير يقولون إنّهم شاهدوا سفنًا حربية أخرى كثيرة. لقد رافقت السفينتين الحربيّتين اللتين قصفتا المدينة سفينة أخرى حملت الطعام للجنود. غير أنّ هذه لم تقترب ووقفت بعيدًا من المدينة.
هذا، إذن، مافعله الطليان بمدينتنا. باستثناء الملّاحين الذين كانوا في السفينة وأشخاص آخرين قتلوا بينما كانوا على الشاطئ لم يُقتل سوى مائة وخمسين. من اليهود قتل اثنان فقط وهما اللذين ذكرتهما في رسالتي. وبالطبع على المقدسيّين ألْا يقلقوا على أقربائهم. الطلّاب اليهود الذين يدرسون هنا كانوا واثقين من أنّ مدير الجامعة الأميركية سيتيح لهم المبيت في الجامعة.
***
(4)
أمس كان كلّ شيء هادئًا. غير أنّ حوانيت كثيرة كانت مغلقة، وتلك التي كانت مفتوحة أُغلقت في الساعة الرابعة بعد الظهر. لم تصدر الصحف يوم أمس لأنّ العمّال لم يحضروا للعمل لأنّ غالبيّتهم ذهبوا إلى جبل لبنان.  اليوم بعد الظهر صدر الصحيفة العربية المحلية ”لسان الحال“.
أمس حضر الوالي والقنصل الروسي إلى متجر ”أوروزدي بك“ وحقّقوا في مقتل اليهودي الأدون شتاينهارد الذي كان يحمل جنسية روسية.
يُقال إنّ القنصل الروسي أبرق إلى بطرسبورغ كي ترسل الحكومة الروسية سفنًا حربية بسبب مقتل المواطن الروسي وبسبب الإشاعة التي انتشرت في المدينة بأنّ الأتراك يريدون قتل نائب القنصل الروسي.
الآن، الساعة الثانية بعد الظهر، وصلت سفينة حربية فرنسية واسمها مارسيليير Marseilleuse.  
حتّى يوم أمس قاموا في الأسواق بإعلام الناس بألّا يخافوا من سماع إطلاق الرصاص لأنّ سفنًا حربيّة أجنبية من المتوقّع أن تصل إلى مدينتنا.
الوضع الآن هادئ، غير أنّ القلوب لا زالت مضطربة. غالبية أصحاب الحوانيت يغلقون حوانيتهم مبكّرًا والنساء والصبايا لا يخرجن من بيوتهن من الخوف.  الحراسة في المدينة ممتازة.
إذا حدث شيء جديد، سأسارع إلى إخبار قراء ”هحيروت“.

جريدة ”هحيروت“ 1.3.1912

***


حفاوة عربية بالزعيم الصهيوني

كذا كان قبل قرن من الزمان - 


الكولونيل كيش في الوسط وشيوخ العرب

سلمان مصالحة ||

حفاوة عربية بالزعيم الصهيوني


بين فينة وأخرى أحبّ العودة إلى الصحف والمجلات العربية القديمة، إذ إنّي كثيرًا ما أعثر فيها على روايات وأخبار تُضيء أمورًا مُظلّلة في هذا الأوان. إنّها بمثابة مصباح فَتّاشٍ من الماضي يكشف لنا ما لم يفلح بصرنا في الوقوف عليه في هذه الأيام.

جواري المسلمين


سلمان مصالحة || 

جواري المسلمين



عندما نقرأ الأخبار بشأن السبايا اللواتي يقعن في أيدي عصابات ما يُسمّى ”الدولة الإسلامية“، وعندما نسمع ونشاهد كيف تُباع تلك الفتيات من السبايا في سوق النخاسة، نجد أنفسنا مضطرين إلى العودة إلى أصل هذه السلوكيات.

ماهية الأحزاب المنتخبة في كنيست إسرائيل

سلمان مصالحة ||


ماهية الأحزاب المنتخبة في كنيست إسرائيل




الكنيست - البرلمان الإسرائيلي

بمناسبة الانتخابات البرلمانية الإسرائيلية التي ستجري في الأسبوع القادم، يجدر بنا وضع هذه الحقائق أمام الذين يختارون دسّ الرؤوس في الرمال، وأمام بعض الذين أدمنوا تعاطي المزايدات وإطلاق الشعارات القومجية، أكانوا أفرادًا من مراهقي العروبة السياسية أو من بعض التيارات والأحزاب التي تعمل لاهثة وبكدّ متواصل لدخول البرلمان الإسرائيلي - الكنيست.


الحقيقة الأولى:
هنالك شروط قانونية لمشاركة الأفراد أو الأحزاب في الانتخابات الإسرائيلية، وفقط الأحزاب التي لا تنقض هذه الشروط يُسمح لها بالمشاركة. هذه الشروط القانونية ينصّ عليها قانون أساس الكنيست، وهو بمثابة قانون دستوري ملزم. ولكي لا يبقى القارئ هائمًا على وجهه في ظلام المزايدات نورد هنا النصّ القانوني الوصيل بالموضوع، والذي يتطرّق إلى منع أحزاب أو مرشّحين من خوض انتخابات الكنيست:

قانون-أساس الكنيست البند 7أ:

النصّ العبري:

”רשימת מועמדים לא תשתתף בבחירות לכנסת ולא יהיה אדם מועמד בבחירות לכנסת, אם יש במטרותיה או במעשיה של הרשימה או במעשיו של האדם, לפי הענין, במפורש או במשתמע, אחד מאלה:

(1) שלילת קיומה של מדינת ישראל כמדינה יהודית ודמוקרטית;

(2) הסתה לגזענות;

(3) תמיכה במאבק מזוין, של מדינת אויב או של ארגון טרור, נגד מדינת ישראל.“


ترجمة عربية:

”لا يُسمح لقائمة مرشّحين بالمشاركة في انتخابات الكنيست، كما لا يُسمح لشخص بأن يكون مُرشّحًا في انتخابات الكنيست، إذا انوجد في أهداف أو فعاليات القائمة أو أعمال الشخص، بمقتضى الأمر، بصورة واضحة أو بما قد يُفهَم منه، أيّ ممّا يلي:

(1) رفض وجود إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية؛

(2) تحريض على عنصرية؛

(3) دعم لكفاح مسلّح، لدولة أو لمنظّمة إرهابيّة، ضدّ دولة إسرائيل.“

***
الحقيقة الثانية:
حتّى بعد انتهاء عملية الانتخابات، فرز الأصوات والإعلان عن توزّع الأصوات بين قوائم المرشّحين والأحزاب التي عبرت نسبة الحسم، وعدد النوّاب لكلّ قائمة، تبقى هنالك خطوة أخرى مُلزمة لكلّ نائب تمّ انتخابه للكنيست. إنّها خطوة قسم ”يمين الولاء“ في الجلسة الأولى للكنيست بعد الانتخابات. إذ يتوجّب على كلّ نائب منتخب أن يُقسم يمين الولاء هذا، ولا يُعتبر نائبًا في البرلمان دون أداء اليمين.

هاكم نصّ يمين الولاء لدولة إسرائيل الذي يُلزم كلّ نائب بأدائه علنًا في الكنيست:

يمين الولاء لدولة إسرائيل -

النصّ العبري:

"אני מתחייב לשמור אמונים למדינת ישראל ולמלא באמונה את שליחותי בכנסת".


ترجمة عربية:

”إنّي أتعهّد بأن أحافظ على ولائي لدولة إسرائيل وأن أنفّذ بأمانة مهامّ رسالتي في الكنيست.“

*
خلاصة الكلام:
يجب أن تكون هاتان الحقيقتان أمام كلّ من يرغب في التطرّق إلى ماهية الأحزاب الإسرائيلية التي يُسمح لها بالمشاركة في الانتخابات.

إنّ هذه الشروط تسري على كافّة الأحزاب والأفراد، بما فيها الأحزاب العربية بالطبع. هذا يعني أيضًا أنّ كافّة الأحزاب الإسرائيلية، بما فيها الأحزاب العربية المشاركة، هي أحزاب تعترف قولاً، فكرًا وفعلاً بالأسس الأيديولوجية التي أُنشئت على ضوئها دولة إسرائيل. بل وأبعد من ذلك، تقوم بأداء يمين الولاء لإسرائيل على هذه الأسس.

هذه هي الحقيقة السياسية في إسرائيل، ومن الجدير أن يتذكّر الجميع ذلك لدى الحديث في هذه الشؤون، لكي لا تلتبس الأمور على أيّ من النّاس.

والعقل ولي التوفيق!
*
نشر: شفاف الشرق الأوسط

ربيع الممالك العربية


سلمان مصالحة || 

ربيع الممالك العربية




ها نحن نقترب من نهاية العام الرابع على الانتفاضات التي ضربت أكثر من قطر في أنحاء العالم العربي مشرقه بمغربه. أقول انتفاضات ولا أقول ثورات عن سابق قصد، إذ إنّ ما جرى في الأعوام الأخيرة في كلّ تلك الأقطار لا يمكن بأيّ حال أن يُسمّى ثورة بما تعنيه هذه الكلمة في العلوم السياسية.

كلام في وداع صديق مغترب




سلمان مصالحة ||

كلام في وداع صديق مغترب



كعادتي هذا الصباح، كما في الصباحات الأخرى، وبعد الفراغ من قراءة الصحيفة الورقية العبرية في هذا البلد الفصامي دلفت إلى الحاسوب لتتبّع ما تنشره بعض الصحف العربية في هذا الفضاء الكبير. لقد وقع نظري على مقالة حملت عنوانًا غريبًا بعض الشيء هذه المرّة. كان في العنوان شيء من الحميمية، غير أنّه كان بمثابة طرف الخيط الذي شددته فاختلطت عليّ كلّ هذه الشبكة من الهواجس ولم أفلح في حلّ خيوطها وتتبّع تشعّباتها.


ليس من عادة الكاتب حازم صاغية أن يضع عنوانًا كهذا لمقالته. وما أن وقع نظري على العنوان الذي حمل الاسم حتّى أخذ الفأر يلعب في العبّ. عندما يحمل العنوان اسمًا لشخص فإنّ شيئًا ما قد حصل. كم وددت أن يُخطئ حدسي! ولكن سدى. وهكذا طفقت الأفكار تتشتّت بين الشرق والغرب، بين القدس وباريس. نعم، هناك في باريس وقبل سنوات كان اللّقاء الأوّل، ثمّ كانت لقاءات أخرى ومكالمات هاتفية ورسائل متبادلة تستفسر عن الأحوال وعن طول غياب.

من أين أبدأ هذا الكلام؟ ليس من السهل الإمساك بخيوط هذه الهواجس الداهمة في هذا الصباح هنا على تخوم الصحراء. فكلّما حاولت الإمساك بطرف خيط ومحاولة شدّه واقتفاء أثره في هذه الشبكة كلّما ازدادت تعقيداتها واشتباكاتها. هل أقول إنّه لبنان؟ قد يكون هذا القول صحيحًا لكنّه ليس كافيًا وافيًا. هل أقول إنّه الشام؟ وهذا أيضًا ليس وافيًا وكافيًا. إذن، هل هو المشرق العربي؟


وهل كلّ هذه التساؤلات التي تعلو وتتحلّق كحلقات دخان السيجارة في فضاء الغرفة في هذه البقعة من المشرق هي تساؤلاتك أنت بحثًا عن الذات، أم هي تساؤلات عن ذلك المشرق القاطن في الغرب، الحائر في الغربة.
لقاء في باريس

لقد كانت اللقاءات مع سائر الأصدقاء المغتربين عن أوطانهم، مكرهين لا أبطالاً، فرصة لجسّ نبض تلك الأوطان التي تلفظ الأنبياء وتلقي بهم على قارعة المقاهي في ذلك الغرب الفسيح. لقد كان بشير هلال واحدًا من هؤلاء الذين حملوا أوطانهم على أكتافهم وأنبتوها على ألسنتهم فأينعت كلامًا حزينًا وعميقًا. كم كُنت أرى ذلك الحزن الذي طالما حاول أن يخفيه خلف ستار كثيف من دماثة الأخلاق وبشاشة الوجه. لقد كان بشير يقطن في الغرب جسديًّا غير أنّه، ككثيرين من زملائه، كان يعيش في المشرق العربي حيثما سار بكلّ جوارحه. ولعلّ في هذه الرسالة التي أرسلها إليّ قبل سنوات ولا زلت أحتفظ بها ما يشي بعمق هذه الآصرة الوجدانية التي كانت تربطه بهذا المشرق الغارق في الظلمة.
*



”عزيزي سلمان

سلام على من جعل العقل منارته والحكمة دواته والتنوير يراعه

أخي العزيز،

حالنا كحال الذي يتنقل بين حلكة وظلمة وديجور. كأننا من فرط ملاحقتنا السراب غدونا ظله وشبحه نعيش كما لو كنا في قافلة ليس لها من راع ولا وجهة ولا قرار. وكأنما لم نعد نعرف حياة غيرها.

لا أعرف إذا كان يجب أن ننسى أو نتذكر. ولكني بكل بساطة أشعر أنه من الظلم الشديد أن يولد المرء لبنانيا أو فلسطينيا أو عربيا أو عبرانيا أو شرق أوسطيا أو ما شئنا في هذه الصحراء التي تحترق هوامشها الخضراء وحواضرها التي كنا نظن لبعض الوقت أنه بمستطاعها الانفكاك عن بداوة تقيم في أثنائها وتحاصرها .

أيها الصديق العزيز،
أود بمقابل هذه المشاعر الكئيبة الماكثة في النفس أن أعلن حبوري بقدومك الى باريس في نهاية نيسان.

أنا كما أسلفت لم أتفرنس في فاكانس أو سواه.

أنا واثق أنك ستحمل معك بعض الشمس أيضا.

بالانتظار

بشير” (6 مارس 2008)

*
هل كانت هذه الشمس التي يحلم بها هاجسًا يقضّ مضجعه في بلاد غربته؟ إنّه هناك، في باريس، يحلمُ بالشمس. غير أنّ نورها الذي كان يبحث عنه في المشرق كان يقلقه أيضًا. إذ أنّ الشمس في المشرق قد تُبشّر بمخاطر أخرى، مخاطر الحروب التي لها أوّل وليس لها آخر. الحروب هنا، كما تعوّدنا عليها، تنشب في الصيف، وليس في الشتاء. لهذا كان بشير قلقًا أيضًا من صيف هذا المشرق.
*



”عزيزي سلمان،

الشمس هنا مُقتّرة كأنها تخبىء إشعاعها في الأيام البيض لأيام سوداء. فيشعر القادمون من شمس قوية الحضور بيتمٍ طالما اعتقدوا أنهم لن يصادفوه باكرًا.

كان لنا أن لا نحزن لذلك لولا أننا نستقبل صيفًا لا ندري ما نفعله به وله وعنه.

كان الصيف سيبدو جميلا على تلال قرنايل وصنوبرها وبين كلام أهلها.
لكنّ لبنان، كما منطقتنا بأسرها، لا يقدم الا الاستعصاء تلو الاستعصاء. استعصاء السلام والدعة والهناء حتى لو كان مؤقتا. بشير“ (21 يونيو 2008)


*
وبعد،
ماذا أقول لربعه، أصدقائه ومحبّيه؟
ليس فقط أنّه لم يتفرنس ولم يتفكنس، بل ظلّ وفيًّا لروحه، لمشاريعه الثقافية والسياسية التي لم تتحقّق، لقد ظلّ وفيًّا لأحلامه الكبرى التي كانت مفتوحة على مصاريعها بانتظار النور الذي سيبزغ من المشرق على أهل المشرق لينتشلهم من هذه الظلمة التي طال أمدها.

مع بداية الهبّات والانتفاضات الشعبية في غير مكان من العالم العربي، كان متفائلاً بعض الشيء. لقد ظنّ بأنّ شيئًا ما جديدًا سيحلّ في هذه الربوع. غير أنّ السنين تمرّ والأجساد تخرّ بينما النّور لم يبزغ بعد في هذه البقعة من الأرض.

وها هو قد رحل عنّا الآن حاملاً على أكتافه أحلامه المتألّقة وأوطانه المتمزّقة.
كم كنت أودّ، قبل أن ترحل عنّا أيّها الصديق، أن أحمل لك شيئًا من هذه الشّمس، بصيصًا من نور يخرج من تخوم هذه الصحراء ليحطّ في مدينة الأضواء.

فماذا أقول؟
هل أقول لك: أنتم السابقون ونحن اللاحقون؟ أم أقول لك وأنت العارف أيضًا: أنت السابق وأنا التالي.
لكن، مهما يكن من أمر هذه الرحلة الأبدية بحثًا عن النّور خلف سدول هذا الديجور المحدق بنا، سيبقى العقل أبدًا وليّ التوفيق.
فَقِرَّ عَيْنًا وَسُرَّ بَيْنًا.
*
نشر أيضًا: شفاف الشرق الأوسط

عن أحوال مصر المحروسة والجيش

وهكذا نرى أنّ ما بدأ به محمّد علي من بناء مؤسسات مدنية غايتها خدمة سلطة العسكر، لا يزال ساري المفعول في مصر إلى يومنا هذا، رغم كلّ الهبّات الشعبية ورغم كلّ تقلّبات الأوضاع التي أعقبت ما سمّي بـ”الربيع العربي“...

كمال اليازجي || ثلاثة أسئلة إلى الانتحاريين

 أما بالنسبة للحوريات، او حتى بالنسبة للآخرة، فهذا موضوع شائك، ولا أضمن لكم شيئًا.

كمال اليازجي || ثلاثة أسئلة إلى الانتحاريين

1- صحيح أن الحياة في الجنة - أو في أي مكان في العالم - اكثر متعةً من الحياة في بلاد العرب، لكن لمَ الإستعجال؟ ألا ترغبون في تمديد إقامتكم في هذه الدنيا الفانية لبعض الوقت، من باب الفضول على الأقل، لمعرفة ما يُمكن أن يحدث في المستقبل القريب؟ 

اقتفاء أثر الفند الزّماني


نشرت الصحف مؤخّرًا خبرًا عن فصل مدرسة عربيّة بسبب تدريسها لمادّة علميّة تتعلّق بنظرية النشوء والارتقاء الداروينية. وذلك، حسبما ذُكر في الخبر، لأنّ المادّة تتنافى مع المعتقدات الدينية. ولم أجد من سبيل سوى العودة إلى أصولنا الشعرية مقتفيًا أثر أحد هؤلاء الذين شببنا وترعرعنا على كلماتهم.
والعقل وليّ التوفيق!

رسالة في فضل الكفّار على المؤمنين

ما لن تقرأه في الصحافة العربية

يطلب أحد من النّاس الاستفسار بشأن عادة إحضار الزهور للمرضى نزلاء المستشفيات، فيكتب طالبًا المشورة: ”انتشرت في بعض المستشفيات محلات بيع الزهور وأصبحنا نرى بعض الزوار يصطحبون باقات الورود لتقديمها للمزورين فما حكم ذلك؟“

قضايا
  • كل يغنّي على ويلاه

    إنّ القطيعة التي فرضها الإسلام على العرب مع جذورهم الجاهلية قد سجنتهم في بوتقة الواحدية الأيديولوجية التي لا يمكن أن تكون إلاّ كابتة ومستبدّة، أي فاشية في نهاية المطاف. كذا هي طبيعة الأيديولوجيّات الواحدية، أكانت هذه الأيديولوجيات دينية أو سياسية، لا فرق.
  • شعب واحد أم تشعّبات؟

    قد يظنّ البعض أنّ إطلاق الشّعارات يكفي وحده إلى تكوين مجموعة سكّانيّة هوموجينيّة متراصّة لها مقوّمات الشّعب كما يجب أن يفهم هذا المصطلح على حقيقته.

    تتمة الكلام
 
قراء وتعليقات
  • تعليقات أخيرة

  • جهة الفيسبوك

    قراء من العالم هنا الآن

  • عدد قراء بحسب البلد

    Free counters!